التدين
بسم الله الرحمن الرحيم
باب التعريف
التدين: هو الالتزام بالدين. ويقال عن من يلتزم بالدين "ولي". بمعنى من توالت طاعته من غير ان تتخلل تلك الطاعات معاصي.
باب المقامات
المقام هو حال المتدين. فالمتدين له حالات يتنقل بينها. وهي بلا شك تختلف في التفضيل. وتختلف في شدتها على نفس الانسان. وأول مقام يبدأ به المسلم قبل تدينه وتحوله إلى ولي هو مقام التوبة.
فصل مقام التوبة
التوبة أول المقامات. وهي على نوعين. مقام أصغر ومقام أعظم. أما المقام الأصغر فتوبة المتدين عن الذنوب والمعاصي والتقصير. وأما المقام الأعظم فهو توبة المتدين من الغفلة. وهو مقام مستمر ما استمر المتدين في تدينه.
وأول ما يعزم المتدين على التوبة. فإنه يعزم على ترك كل ذنوبه. ويعاهد ربه ثم نفسه ثم صحبه في طريق التدين على الالتزام بالدين. وان يصل إلى ارقى مراتب الولاية.
ثم يذلل نفسه ويدربها ويشذبها على تقبل ما تكره. فيعتزل في الخلوة أربعين يومًا او نحوها. لا ينشغل بشيء سوى طلب المغفرة من الله والتضرع إليه ودعاءه ان يعينه على الالتزام بالدين وان يكون وليًا. وان يسهل له هذا الطريق ويبعد عنه كيد الشيطان وكسل النفس وأهوائها.
وبذلك يكون قد أكمل هذا المقام وأصبح مريدًا ويبدأ في المقام الذي يليه.
فصل مقام الولاية
شرحنا معنى الولي. وهذا المقام هو المقام الثاني بعد مقام الولاية. وفيه يصل الإنسان إلى مرحلة تتوالى فيها طاعته من غير ان تتخلل تلك الطاعات معاصي.
والولاية نفسها مراتب شتى. فمن جلس خمس مئة يوم لم يعصي الله في معصية وكل تلك الأيام كان فيها مطيعًا لربه. سيكون بلا شك في مرتبة أعلى ممن عصى الله في نفس تلك المدة مرتين او ثلاث. وهذا القياس عند الناس. فإن الإخلاص والطاعات والأذكار تتفاوت. فربما كان من لم يعصي الله أبدًا في مئة يوم مكتفي بالواجبات. أما الآخر فربما هو قد وصل إلى مقام الإخلاص في المباحات. فلا يأكل الأكلة ولا يشرب الشربة إلا وهو ينوي ان يتقوى بها على طاعة الله. فهذا بلا شك اجره عند الله اكبر بكثير من الأول.